التصويب المفيد
لإنصاف #أبوسعيد
مقدمة
في المكاتب العالمية وفي المكتبات الخاصة وفي شبكة التواصل (الانترنت) نسخ كثيرة من مجموعة فيها ثلاثةُ كتب منها المخطوط ومنها المطبوع. وضعت في معظمها باسم مجموع الأعياد ونسبت لأبي سعيد ميمون بن القاسم الطبراني. وفي هذه الدراسة سوف ألقي الضوء عليها محاولاً اظهار حقيقتها ومضمونها ونسبتها.
في المكاتب العالمية وفي المكتبات الخاصة وفي شبكة التواصل (الانترنت) نسخ كثيرة من مجموعة فيها ثلاثةُ كتب منها المخطوط ومنها المطبوع. وضعت في معظمها باسم مجموع الأعياد ونسبت لأبي سعيد ميمون بن القاسم الطبراني. وفي هذه الدراسة سوف ألقي الضوء عليها محاولاً اظهار حقيقتها ومضمونها ونسبتها.
المطبوع منها: يوجد عدة نسخ نذكر منها
نسخة شتروتمان التي طبعها عام 1943. ونسخة ابي موسى الحريري المطبوعة في بيروت
وسنعتمدهما في دراستنا، وهناك نسخة الفرنسي ماسنيون.
المخطوطات: كثيرة, ومنها: مخطوطة شتروتمان, ومخطوطة
ابو موسى الحريري, ومخطوطة مكتبة الأسد, ومخطوطة دار المعارف الاسلامية, ومخطوطة
بين يدي ورأيت غيرها كثيراُ.
لقد رأيـت أن جميع
النسخ متطابقة في مضمونها إلا في نقاط غير جوهرية ربما سأشير إليها عند اللزوم.
هذه المجموعة في معظم
النسخ وضعت باسم مجموع الأعياد, وفي بعضها باسم مجموع الأعياد وراحة الأرواح.
تحتوي على ثلاثة كتب: كتاب شرح السبعين- كتاب مجموع الأعياد- كتاب راحة
الأرواح. ووضع الحريري شرح السبعين أولا.
ما دامت هذه الكتب
منسوبة لأبي سعيد فلا بد أن نُعرِّف بأبي سعيد:
ولد ابو سعيد بين 360
و370 هـ وترجح وفاته 427 هـ وكان شعلة من الذكاء حفظ القرآن ونهج البلاغة قبل ان
يبلغ التاسعة عشر التقى الشيخ الثقة محمد بن علي الجلي تلميذ الخصيبى ومفتي حلب وأحد كبار علمائها, وتتلمذ عليه
وسماه الشاب الثقة وكلفه بقيادة الدعوة
الدينية, واستطاع بذكائه ومحبة الناس له أن يتغلب على منافسيه في الرأي. وله أكثر
من عشرين مصنفاً تؤكد علمه وذكاءه واسلامه وعلويته.
هذه الكتب الثلاثة لم
تذكر في ما صنف ابو سعيد ولا بعده بخمسمائة عام. وما روي فيها لاوجود له في التراث
الاسلامي. وسنثبت في هذه الدراسة البسيطة أنها ليست له.
وَجَدَ المغرضون
الذين يكيدون لأبي سعيد وأتباعه ضالتهم بهذه الكتب الثلاثة فجعلوها مصدراً أساسياً
في دراساتهم عن هذه الفئة واتهموهم بالتهود والخروج عن الاسلام، ووضعوهم على حد
السيف، ولو كلفوا انفسهم بدراستها دراسة منصفة لعلموا أنها ليست لأبي سعيد.
ولذلك رأينا أنه لا
بد من الإضاءة عليها وإعادة الحق إلى نصابه، وإيقاف هذه التهمة عن أبي سعيد
وأتباعه .
أنا مسؤول عما كتبت،
ومستعد للحوار مع أي شخص أو مجموعة في هذا الموضوع.
أتمنى أن تشكل لجنة
من العلماء والباحثين الأكاديميين ليدرسوا هذا الموضوع ويعطوا قراراً فصلاً في
نسبة هذه الكتب.
ورد محمد الخضر
طرطوس _ هاتف 0988891473
10 تموز2019
الكتاب
الأول
كتاب
شرح السبعين
ورد هذا الكتاب في بعض النسخ في أول المجموعة وورد في بعضها ضمن عيد
الأضحى[1].
كتاب بيان شرح السبعين الذين لا ينجبون ونعت نعوتهم وصفاتهم وأجناسهم
وصنائعهم، وما كشفه العالم منه السلام وأبانه وما حذّرَ منه:[2]
حدَّثنا أبو علي البصري بشيراز في منزله بشارع البرامكة في ذي القعدة
سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.[3]
قال:
حدثني أبو المسيب سنان بن المسيب البازلي قال: حدثني أبو جعفر محمد بن
سليمان الطالقاني بالطالقان سنة اربعين
ومائتين قال: حدثني ميثم بن الحارث القرشي
بمكة في شعب ابي طالب قال: حدثني اسماعيل بن سليمان العلاف الكوفي قال: حدثني
ماهان الآبلي عن جابر بن يزيد الجعفي .
قال:
غدوتُ يومَ الأضحى إلى سيدي ومولاي جعفر بن محمد لأهنئه به، فلما أذن
لي دخلت عليه فوجدتُ عنده جميع من كان بالكوفةِ ممن يتولاه بحقيقة المعرفة، فلما
بصر بي قال لي:
يا جابر أي شيء أخرك إلى هذا الوقت, وقد كان يجبُ عليك أن تكون أنت
أول سابق؟
فقلتُ: يا مولاي ، ما علمتُ باجتماعِ من حضر، ولو علمتُ لقدمتُ
البكورَ غلسا من الليل.
ثم إنه أذن لي بالجلوسِ فجلستُ، وأخذ مولاي يحدَّثنا ويشرح لنا فضائل
ذلك اليوم وما يجب فيه على كل مؤمن وما يلزمه من فعله، وما له من الجزاءِ إن هو
وفّى ما عليه ثم قال:
معاشر الناس، من حضر من المؤمنين، إن هذا يومٌ أبان الله فيه فضلكم،
واظهرَ فيه نصركم، وأهلك فيه عدوكم بأيديكم، وفيه يظهر فيبيحكم ما حظره عليكم،
ويملككم فيه رقاب مخالفيكم ودماءهم وأموالهم وذراريهم فتهرقون فيه منهم الدماء،
وتستعبدونهم إماء، وتخلص لكم الدار كما خلصت لكم من قبل، وذلك أنه يوم الكشف يكشف
الله فيه امره، ويبدي فيه رجعتَه ويكر فيه كرته كما وعدكم وقدّم به إليكم.[4]
وقال عز وجل من قائل:{ ثم رددنالكم الكرَّةَ
عليهم وأمددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا} وقال تعالى: {هو أورثكم أرضهم
وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطؤوها وكان الله أحق بها وأهلها}[5]
فأنتم يا جابر أهلها ولكم وعد هذا الموعد
وفيكم يكون هذا الشرح فاشكروا الله على ما أنعم به عليكم واختصكم به وجبلكم عليه،
ثم قال:
معاشر المؤمنين ، ان الله عز وجل قدّر على كلِّ مؤمنٍ عارفٍ أن
يُقرِّبَ لله فيه قربانا ينحره ويهرق دمه على وجهِ الأرضِ
ثم يأكلُ لحمه ويكسر عظمه ويدق بطنه ويقول عند فعله ما يفعله به: اللهم إن هذا شخص ندَّ عنك وخالف أمرك وجحد ذاتك واتخذ معك آلهة عبدهم دونك، وأنكر ما جاءت به رسلك وأوضحته كتبك، بعد أن أعذرت اليه وانذرت، واسبغت عليه وأنعمت، حين دعوته اليك بذاتك وأظهرت له قدرتك حتى أثبت عليه حجتك وقد تقربتُ به إليك كما أمرت، وقدمته ليكون لي عندك حين أذبحه وأهرق دمه وآكل لحمه واكسر عظمه وأذيقه بذلك عذابك بيدي ونكالك بملكتي فيه إذ ملّكتني رقّه، وحظرت علي عتقه أفعل ذلك من عبدك ووليك، وأتمم عليه ما مكنته فيه من معرفتك، والاقرار بك والثبات على سبيلك الذي ذكره رسولك فقال: هذه سبيلي أدعو إلى الله عن بصيرةٍ أنا ومن اتبعني، فأنا ممن اتبع وأطاع، وسمع الدعوةَ فأجاب.
ثم يأكلُ لحمه ويكسر عظمه ويدق بطنه ويقول عند فعله ما يفعله به: اللهم إن هذا شخص ندَّ عنك وخالف أمرك وجحد ذاتك واتخذ معك آلهة عبدهم دونك، وأنكر ما جاءت به رسلك وأوضحته كتبك، بعد أن أعذرت اليه وانذرت، واسبغت عليه وأنعمت، حين دعوته اليك بذاتك وأظهرت له قدرتك حتى أثبت عليه حجتك وقد تقربتُ به إليك كما أمرت، وقدمته ليكون لي عندك حين أذبحه وأهرق دمه وآكل لحمه واكسر عظمه وأذيقه بذلك عذابك بيدي ونكالك بملكتي فيه إذ ملّكتني رقّه، وحظرت علي عتقه أفعل ذلك من عبدك ووليك، وأتمم عليه ما مكنته فيه من معرفتك، والاقرار بك والثبات على سبيلك الذي ذكره رسولك فقال: هذه سبيلي أدعو إلى الله عن بصيرةٍ أنا ومن اتبعني، فأنا ممن اتبع وأطاع، وسمع الدعوةَ فأجاب.
اللهم يا مولاي اشملني وجميع اخواني المؤمنين بما سألت، وجد علي
وعليهم بما لم اسال، وبما لا أهتدي إلى سؤاله من عطائك الجزيل وعوافيك الكاملة
وسلامتك الدائمة ونعمتك السابغة التي يقصر
عن حمدها الحامدين، ويعجز عن شكرها الشاكرين، فأنت أهل المن والاحسان. ثم قال:
معاشر المؤمنين هل وعيتم ما سمعتموه من خطابي وحفظتم ما أبديته لكم من كلامي. هذا
يومٌ يكونُ الله فيه جليسكم وفيه يكون ضيفكم، فانحروا له ما استطعتم واحتفلوا له
ما قدرتم وقولوا له فيه ما امكنكم
واجتمعوا فيه مع اخوانكم وزخرفوا فيه طعامكم وشرابكم وتواهبوا فيه أنفسكم
وأموالكم وأفضلوا فيه على عيالكم وعشيرتكم وأقاربكم وتقربوا بذلك إلى مولاكم فإنه
يجزل لكم أجركم وثوابكم ويكمل لكم دينكم ودنياكم، ويجلس معكم على فرشكم ويضع يده
في أواني طعامكم[6]،
فتوقر عليكم البركات ما دمتم له مطيعين، وتكثر عليكم الخيرات ما دمتم له سامعين
ومنه قابلين ولأمره ممتثلين . ثم ان مولاي أقبل عليَّ في الذي ذكرت. فقلت وقال
الجماعة: نعم يا مولانا سامعين مطيعين مجيبين مسرعين نخرج فنقرب وننحر ونحتفل ونصل
ونبر ونأتي على جميع ما أمرتَ به وقدمته
فقد مننت علينا بمعرفة ما لم نعرفه وأوزعتنا رغبة دللتنا بها على نجاتنا وخلاصنا
اذ كان امرك المبروم وفرضك المحتوم ورحمتك العدل. فقال مولاي: هذا يوم يكون منكم
في غير هذا اليوم إذا كان لكم مثله فكونوا كما أمرت وافعلوا كما فعلت وأدنوا به من
تحبون من نجواكم كما أدناكم به مولاكم ليكمل لكم ما وعدتم به . وأما اليوم فجعفر
بن محمد أحق بكم وأجمع لشملكم واسرع لقبول قربانكم فأنتم بذلك أرفع درجة وأعلى
منزلة وأعظم رتبة.
قال جابر بن يزيد الجعفي- علينا سلامه- : ثم ان الشمس ترفعت, فقال
مولاي: يا جابر ادع الخادم. فدعوت به اليه. فقال له: هلمَ الشِّفار التي أمرتك ان
تستعدها في أمسك. فمضى الخادم ولم يلبث أن وافى وفي يده زنبيل ما كاد يطيق حمله
فوضعه بين ايدينا, ثم ان مولاي قال: يا جابر ليضرب كل انسان منكم إلى هذا الزنبيل
ويأخذ من هذه الشفار أي شفرة أحب. فمد كل انسان منا يده إلى الزنبيل وأخذ شفرةً
فلم يبق منا أحد إلا أخذ شفرة بيده ففني جميع ما في الزنبيل حتى كأنها كانت معدودة
بعدتنا.
قال جابر:[7]فلما
صارت الشفار كلها بأيدينا فاذا هي مرهفة الحد فجعل كل انسان منا يتأمل شفرته ففي
تأمله يجد اسمه واسم ابيه مكتوب عليها فيعجب من ذلك فيلتفت إلى الذي على جانبه
فيقول له: يا أخي هل رأيت أعجب من هذا ضربت يدي في تلك الشفار فأخذت شفرة مكتوبا
عليها اسمي واسم ابي فيقول الآخر: وكذا انا، فيقول له: أرني شفرتك فيريه فيجد كما
ذكر فيقول له : أبدل شفرتي بشفرتك، فيقول: خذها فإذا أخذها وصارت في يده يتأملها
ففي تأمله يجد اسمه واسم ابيه مكتوبا عليها وكذلك يجد الآخر.
فطال تعجب الجماعة من ذلك، وإن مولاي لينظر إليهم وما هم فيه ولا يكلم
من احداً. ثم قال للخادم: افتح باب ذلك المخدع، ففتح باب مخدع كان له في جانب
الدار، ثم قال للجماعة: ليقم كل واحد منكم
فليدخل إلى ذلك المخدع ليجد[8]
شاة فليأخذها ويخرج.
قال جابر: فكنت انا اول من قام[9] ودخلت الى المخدع فاذا ليس فيه الا شاة واحدة لا غيرها فإذا به تيس أقرن عظيم الجثة
عالي القرون وافر الشعر عظيم البطن بعينين محمرتين واذنين شفاتين وشفتين هدلاتين
واذا به قد ادلع لسانا كالذراع فتخوفته وحذرته أن يبدر اليَّ ببادرة، فأردت الرجوع
والخروج عنه لهوله فخشيت ان اكون بذلك مخالفاً لأمر مولاي، وذلك أني أنا كنت بادرة
القوم. فقلت بنفسي إذا ضربت بيدي الى هذه
الشاة فأخذته وخرجت يدخل غيري ليأخذ فلا يجد شيئاً لأن ليس ها هنا غيره وقصدت نحوه
فلما رآني قاصداً نحوه لجأ الى بعض زوايا المخدع فوضع رأسه فيها وأدار عجزه إليَّ
وقد كان حين دخلت عليه البيت جمح وازور
ومد رقبته ونفض اذنيه فأرهبني بذلك فضربت بيدي إلى قفاه وقدته فانقاد بأذلِّ
انقياد. وإن الشفرة بيميني وقفاه بشمالي وهو ينظر اليها، فكان كما قال الله تعالى:
(كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون) فأخرجته إلى صحن الدار، فلما رآني مولاي قد
خرجت به وهو بيدي قال لي: على رسلك يا جابر
حتى يتكامل أصحابك ودخل بعدي بعض اخواني
وأنا متعجب من دخوله الى المخدع وليس فيه شيء من أين يأخذ شاةً مثلما أخذت فما لبث إلا قليلا
حتى خرج وفي يده تيس كالذي في يدي فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون هذا العجب ما
رأيتُ أنا هذا ولكن عسى أشغلني النظر هول هذا التيس الذي في يدي فلم أره فلما خرج
قال له مولاي: على رسلك مع جابر حتى يتكامل أصحابك، فوقف إلى جانبي ، وجعلت
الجماعة تدخل واحداً بعد واحد
ويخرج بحضرة مولاي سبعين رجلاً، فلما تكاملت الجماعة قال مولاي: أضجعوها
ولتكن وجوهها مقابلة بعضها بعضاً، ثم ضعوا الشفار على حلوقها وطأوا بأرجلكم خدودها
وبطونها ثم أمرّوا الشفارَ ممرّ يد واحدةٍ
حتى يكمل لكم العيان ليكون أبين للعذاب ويكمل لكم الأجر والثواب واذكروا
عند ممركم شفاركم على نحورها مولاكم الأزل
واردفا بذلك ذكر القديم واشركوا جعفر بن محمد
في اشارتكم في الذكر وقولوا هذا قربانٌ أمر الله به وكوّنه لهم.[10]
.....................
قال جابر: فقلت: يا مولاي قد مننت علي وعلى جماعة المؤمنين
بحضرتك بمعرفتهم في أفعالهم ومعرفة
أسمائهم وقبائلهم حتى عرفنا ذلك فامنن علينا بمعرفة أوصافهم ونعوتهم التي ذكرتها
وأبديتها، وصنائعهم حتى نعرف ذلك كما عرفتنا ما قبله فنحذر طارقهم ونرد سارقهم
فانه لا علم لنا الا ما علمتنا ودللتنا عليه من معرفة ما لا نعرفه ولا يعرفه غيرك.
فقال: يا جابر، قد كان قبلك وقبل صحبك هؤلاء جمعاً مثل هذا الجمع
وكلهم عند مولاك امير المؤمنين في هذا المنزل الذي فيه جعفر بن محمد بالكوفة
وفعلوا مثل فِعلكم الذي فعلتموه من ذبح هؤلاء القوم الذين عرفتموهم وذبحوهم كما
ذبحتموهم وجرى عليهم مثل الذي أجريتموه من
العذاب والنكال، فلما تناهى لكم بهم ما تناها بكم جلسوا بحيث قد جلستم، فسألهم
أميرُ المؤمنين عن معرفة ما ذبحوه وعذبوه بأيديهم كما سألتكم أنا عن معرفة ذلك فكشف عنهم وشرح لهم ما شرحته
ووصفته لكم. وسمّى لهم أسماءهم ونَعَتهم بأوصافهم وصورهم وأجناسهم وصنائعهم وما
نكل الله بهم وحذرهم وخوف منهم وتقدم لهم بمثل ما قد حذرتكم وخوّفت وقدمت، ثم انه
سمى لهم الأسماء ونعت لهم القبائل، فلما عرفوا ذلك منه وتيقنوه طلبوا منه معرفة
الأوصاف والنعوت والأجناس والصنائع ليكون
معرفة ذلك عندهم وعلمه، فإذا رأوا أهله
ومن قد شهروا به تجنبوه وصدوا عنه ولم يأنسوا إليه وصانوا علوم الله عنه وعن
تكذيبهم به.[11]
فقال لهم أمير المؤمنين منه السلام: إنهم معكم ومخالطوكم تؤاكلونهم وتشاربونهم
وتأنسون إليهم وتركنون عندهم، وتعودونهم ان مرضوا وتسقونهم وتطعمونهم ان سألوا
وتصدقونهم ان شهدوا وتنظرونهم ان ظلموا وتؤمنونهم ان خافوا، منهم لكم الحميم، ثم
تشاركونهم يفي الأنفس والأموال وتسارعون اليهم في جميع الأعمال، قسمهم عندكم أعظم
قسم وان غابوا طلبتموهم وإن شهدوا زكيتموهم. وذلك عليكم من الله ومن نبيّه محذوراً[12]
وقد نهاكم الله عن ذلك في كتابه فقال – عز من قائل-: لا يتخذ المؤمنون الكافرين
أولياء من دون المؤمنين، وقال تعالى: إن الشيطان لم عدو فاتخذوه عدوا[13].
ثم قال: هؤلاء الذين لا ينجبون وهم من حزبه وأنا أكشف لكم واسميهم لتحذروهم ولا
تطمئنوا إليهم ولا تلقوا اليهم شيئاً من معرفة الله، فكونوا لما القيه اليكم
حافظين ولمولاكم من الشاكرين. فهذه اسماؤهم ونعوتهم وصفاتهم وأجناسهم وصنائعهم.
(النعوت
والصفات) فأولهم: المجذوم
والموضح بالبرص والأرقط بسواد والأرقط بحمرة والأبرش والأبيض الشعر تيلاد والأحمر
الشعر لون الحناء والأبيض الجسم تيلاد والصفدي الأذنين والأفج تيلاد والناقص
الأطراف من الزندين والذراعين والساقين تيلاد والأعور من أي العينين كانتا تيلاد
والأحدب تيلاد والأعمى تيلاد وذو الشامة الحمراء
في جانب الوجه تيلاد والأحول من أي عينيه بزرقة تيلاد والذي يجر فخذيه
ويمشي على يديه وركبتيه ويجر ساقيه تيلاد والمفلوج من الجانب الأيمن تيلاد والأزرق
المفصص بزرقة تيلاد والأرقط والطويل العنطنط الشديد الاضطراب والقصير الدحداح الذي
يدرج كالقطاة والأثط القصير القامة والمندمج الجسم كالدوارة والأصم تيلاد والأخرس
تيلاد والتمتام المرخم الكلام من غير علة تيلاد وذو البشة الناقص الفخذين والساقين
والقدمين والعضدين والذراعين والكتفين التام الصدر والظهر والعجز والرقبة والهامة،
والزنداوي في يديه او رجليه، والأخرم الأنف تيلاد، والأبرص تيلاد، وذو الثديين
كثدي المرأة تيلاد، وذو الثدي الواحد كثدي المرأة المرضع تيلاد، والمزور الرقبة
تيلاد، والبلوطي الهامة والجبهة تيلاد، والمجتمع الكتفين اللصيق الهامة المديد
القامة، والصدفي الأذن، وذو القيلةِ والغرة البيضاء، والأبلق الرأس (بياض وغيره)
إذا كان أبقع, وتمت النعوت والصفات. فهذه اربعون نعتاً.[14]
ومن
الأجناس: الترك والزنج والسند
والزغاوة والصقلب والبلغار والروس والكوش والخزر
ومن الترك جنس واحد ومن الروم جنس واحد ومن النوب جنس واحد ومن السكاسك جنس
واحد ومن البليق جنس واحد ، ومن اللين جنس واحد، ومن الحبش جنس واحد، والهند فما
منهم جنس مذموم. فهذه الأجناس المذمومة ستة عشر جنساً.[15]
ومن
الصنائع المذمومة والتصرف: البيطار، والقصاب, والمتشصص، والشروطي، ورافع الأخبار،
والحارث المنفرد باليل وحده مع كلاب الأسواق والدروب ‘لا من حرس ثغرا أو رباطا أو
ماشية وما أشبه ذلك، والدباغ، وصانع الدلاء، ومسود أخفاف النساء، والقماش، ونباش
النفايات النجسة. والذي يوقد في الحمام، ودلاك اللبود، وما أشبه ذلك ودلاك الناس
في الحمام، ومشور البغال والحمير والدواب. فهذه من الصنائع والتصرف أربعة عشر صنفاً, كمل لكم أيها
المؤمنون العارفون السبعون الذين لا
ينجبون يجب على كل مؤمن عارف أن يتجنبهم ويحذرهم ويصون علوم الله عنهم، فإنهم
المسترقة السمع والموسوسة في الصدور، وذوو المكايدةِ والرصد والمتسلكة في الأجساد
والمتمردة على العباد وهم الذين قال فيهم السيد الرسول صلعم: إن ناولوكم فلا
تأخذوا منهم وإن أطعمتموهم فبأطرافِ الرماح وعلى رؤوس الأسنة.[16].............
يتابع
علي في كلامه إلى أن يعود جعفر للكلام وإتمام قصة الذبائح. الأسطورة الغريبة
المستهجنة. ولن استمر في كتابتها لما فيها من الانحطاط والقذارة.
الخلاصة:
1- من الثابت أن من وضع
هذا الكتاب ليس ابو سعيد كونه حدثه به ابو علي البصري عام 327 أي قبل أن يولد ابو
سعيد بأكثر من ثلاثين سنة.
2- من وضع الكتاب ليس
مسلماً لأنه:
ا- يكتب في موضوع يزعم انه ديني فيه ذكر الاسلام والمسلمين والرسول
والقرآن دون أن يبدأ بالبسملة.
ب_ ما جاء في هذا الكتاب يتنافى مع قيم الاسلام الاجتماعية
والانسانية.
ج_ لم يرد في التاريخ الاسلامي مثل هذا الكلام.
د_ هذا كلام حاقد على الاسلام
ويبث الفتنة في المجتمع الاسلامي ، وبينهم وبين المجتمعات الأخرى, فالإسلام لكافة
البشر وليس لجنس دون آخر.
3- ان ما ورد في تفصيل
السبعين المذكورين كان كأنه تشريع. ولكن التشريع في كل رسالة هو ما جاء في الرسالة
وما سنه الرسول. وهذا لم يأت عليه القرآن ولا السنة، ولا يحق لأحد سنه.
[1] في نسخة ابو موسى الحريري قال
(ضمن عيد الفصح) وهذه فلتة لسان فهو بالحقيقة مأخوذ من عيد الفصح اليهودي.
[2] لاحظ أنه لم يبدأ بالبسملة.
[3] هذا يدل على أن من كتب هذا
الكتاب سمعه من أبي علي البصري سنة327 وهذا قبل ولادة أبي سعيد بأكثر من ثلاثين
سنة أي أنه لا يمكن أن يكون هذا الكتاب من وضع أبي سعيد.
[6] واضح ان هذا الكلام هو كلام
اليهود وابو موسى الحريري أخذه من المصدر اليهودي ولم يكن قوله الفصح بدل الأضحى
إلا اشارة الى ذلك. وهنا ايضاً يؤكد ذلك فيضع في الحاشية (يصر اليهود في هذا العيد
أن يجعل صاحب الدار لكل شخص من العائلة كاسه من الخمر في حين يتركون كأساً فارغة
تكون لايليا النبي)
[7] أنا أعرف ان هذه القصة التي
ستأتي مقيتة ومن الصعب حتى تحمل قراءتها، ولكنني أرى أنه لابد من كتابتها للتأكيد
على انحطاط هذا الكتاب وكاتبه ومن يؤمن به.
[8] في مخطوطتي و(ليشور) بدل (
ليجد)
[10] لا ارى مبررا لسرد بقبة القصة
من ذبح وأكل واخبارهم عن اسماء هؤلاء المذبوحين.
[11] من هنا يبدأ كلام أمير
المؤمنين علي بن ابي طالب:
[14] هل هذه انسانية علي وعدله
وحكمته؟
الكتاب الثاني
كتاب مجموع الأعياد
يقدم الناسخ للكتاب بقوله: بسم الله الرحمن
الرحيم كتاب فيه مجموع الأعياد العربية
والأعجمية، وكل يوم مذكور في القرآن. تأليف الشاب الثقة أبي سعيد الميمون بن
القاسم الطبراني قدس الله روحه ونور ضريحه ونفعنا الله بها بما فيه ولجميع
المؤمنين.[1]
بسم الله الرحمن الرحيم. نصر من الله وفتح
قريب
كتاب مجموع الأعياد والدلالات والأخبار
المبهرات وما فيها من الدلائل والعلامات جل مظهرها عن الآباء والأمهات والأخوة
والأخوات تأليف الشيخ الأجل معدن الجود والتوحيد والفضل والتأييد الشاب الثقة ابي
سعيد ميمون بن القاسم الطبراني قدس الله روحه ونور ضريحه .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفؤاً أحد، مؤزل الأزل، مؤبد الأبد، الأول في[2]
عدد، والآخر بلا أمد، الظاهرُ في خلقه ليوجد الباطن الذي لا يفقد، جلّ عن الاحاطة
والادراك ، وتنزه عن الأنداد والأشراك. لا تحويه الأقطار[3]،
ولا تعقبه الدهور والأعصار. ظهر لخلقِهِ كخلقه مجانساً، وتقرب إليهم برأفته
مؤانساً، (وراقبهم متأنساً)[4]،
وشاكلهم في الأجناس والصور، (نقص)[5]
واظهر فيهم المعاجز والقدر, وباينهم في الحقيقةِ والجوهر. وشهدت له العقولُ
مضطرةً........ ..... ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم.
هذه المقدمة فعلاً لأبي سعيد وهي مقدمة كتابه الجواهر, وضعها مصنف
الكتاب أو الناسخ ليثق القارئ أن هذا الكتاب من تأليف أبي سعيد. ولكنه يعود فيقول:
رواه الشاب الثقة أبو سعيد ميمون بن القاسم الطبراني.
1_ هل يمكن أن يعيد كاتب
مقدمة كتاب في كتاب آخر مختلف شكلاً ومضموناً؟
2 يرى القارئ أن صاحب هذه المقدمة على علم ومعرفة بما يقول، وليست
كلام متخبط جاهل. بخلاف ما سنجده في هذا الكتاب.
إن قوله: رواه الشاب الثقة ابو سعيد ميمون بن القاسم الطبراني رضي الله عنه.
أي أن ما يلي ليس من وضع أبي سعيد ، وإنما شخص آخر يرويه عن أبي سعيد.
قال: حدثني أبو الحسين أحمد بن محمد بن اسحق الجهميدي بمدينة طرابلس
الشام يوم الأحد لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثمانية وتسعين وثلاثماية. قال:
حدثني أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي
نضر الله وجهه، قال: حدثني ابو الحسين علي بن القاسم الأهوازي.
ملاحظات:
- أبو الحسين أحمد بن محمد بن اسحق الجهميدي ليس ممن أخذ عن الخصيبي،
ولا يروي ابو سعيد عن الخصيبي إلا عن تلاميذ الخصيبي.
- ابو الحسين علي بن القاسم الأهوازي: ليس ممن ذكر الخصيبي أنه روى
عنهم، وهم ستون ذكرهم ابو سعيد في أحد مصنفاته.
- هذا يجعل الرواية التي استند فيها إلى ايراد الأعياد العربية
والفارسية مرفوضة.
وبالرغم من شكنا بصحة الحديث فانني سأورده كما هو. وسأضعه بخط مائل ومُعلَّم
لتمييزه.
قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مهران قال: حدثني محمد بن
سنان ، قال:
دخلت على مولاي العالم منه السلام وعنده جماعة من العارفين الذين قد
بلغوا التوحيد ظاهراً وباطناً سراًوعلانية فسلمت عليهم فردوا علي السلام، فقال لي
(مولاي): ما حاجتك؟ فقلت: يا سيدي قد اشتكل علي معرفة الأعياد العربية والعجمية واأليام
التي ذكرها الله جل اسمه في كتابه، فمن علي بمعرفة ذلك . فقال: يا محمد سألتَ
أمراً عظيماً وخضتَ بحراً عميقاً وارتقيت درجةً عاليةً فاسأل الله الثبات على
معرفة ذلك, ثم قال: ............... يا
محمد الأعياد العربية عشرة أعياد منها يوم عيد الغدير وهو يوم الثامن عشر من ذي
الحجة، وهو اليوم الذي اظهر السيد محمد فيه معنوية أمير النحل للخاص والعام, فأقر
من أقر وأنكر من أنكر، ومنها يوم الجمعة وهو السيد محمد الذي اجتمع فيه اهل الأديا
نمن المسلمين بنبوته وهو القائم. ومنها يوم الفطر وهو اليوم الذي يؤذن فيه
للمسلمين بالنطق واظهار امر الله عز وجل , ومنها يوم الأضحى وهو يوم خروج القائم
منه السلام بالسيف وإهراقه الدماء. ومنها يوم الأحد........................
فهذه الأعياد العربية التي أمر الله بمعرفتها، وهو قوله تعالى: ثلاثة
في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة : فالثلاثة: يوم الفطر ويوم الأضحى ويوم
الغدير. والسبعة عدد الأيام السبعة.... ............
أما الأعياد الفارسية[6]:
فمنها: النوروز: وهو الرابع من شهر نيسان في كل سنة وله شرف عظيم،
وفضل كبير. ويوم المهرجان وهو اليوم السادس عشر من تشرين الأول في كل سنة وله شرف
عظيم وهو من خواص الأعياد والمفروح فيها. ويوم التاسع من شهر ربيع الأول في كل
سنة، وفيه مقتل دلام[7]
لعنه الله، وهو ايضا من الأعياد المفروح فيه[8]ا.
( هنا انتهت رواية أبي سعيد وعاد الكلام حتى آخر الكتاب للمصنف) وروينا من وجه آخر........
بالرغم مما أوردنا يمكن أن نقبل بهذا الكتاب على أنه يحوي رمضان والأضحى.
وإذا سلمنا بصحة هذا الحديث, فهو يقول عن العالم أنه قال: الأعياد العربية عشرة هي
رمضان والأضحى والغدير، والأيام السبعة. 0لقوله ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجعتم.
فمن أين أتت بقية الأعياد التي ذكرت في رسالة راحة الأرواح كالغدير والمباهلة
والفراش وعاشوراء وليلة النصف من شعبان وليلة الميلاد. ثُم يذكر الاعياد الفارسية.
فيقول النيروز والمهرجان والتاسع من ربيع اول. وما علاقة التاسع بالفارسية. ولم
يذكر 17 آذار ولا الخميس الأكبر التي ذكرها في متن الكتاب. هل يمكن أن يكون هذا
التخبط من أبي سعيد (الرائد لا يكذب أهله)
يذكر رمضان والأضحى، وقبل ان ينتهي من الأضحى في الصفحة 28 شتروتمان
(وفي مخطوط بين يدي صفحة23) يصنف كتاباً
جديدا لا علاقة له بالأعياد يسميه: (شرح السبعين) وقد ذكرناه سابقاً.
ثم يذكر بعد ذلك ليكمل عيد الأضحى مما يؤكد ان هذا كتاب شرح
السبعين مدسوس في هذا المكان ولا علاقة بما سبق ولا بما لحق. ولا علاقة له
بالأعياد.
بعد ذلك يذكر عيد الغدير وما قيل فيه من الروايات العجيبة والأساطير......
أي أن هذا الكتاب ليس فيه إلا المقدمة لأبي سعيد والحديث الذي زعم
مصنف الكتاب أنه لأبي سعيد والذي وضعناه بخط مائل ومعلم بخط تحته.
[1] هذه الفقرة من نسخة شتروتمن.
ووردت في بعض النسخ مجموع الأعياد وراحة الأرواح. ولكن المضمون في كافة النسخ
واحد.
[5] نقص جملة: وباينهم في الحقيقة
والجوهر
[8] هنا انتهى الحديث المنسوب
لأبي سعيد ويعود الكلام لكاتب هذا الكتاب الذي قال: رواه الشاب الثقة....
الكتاب الثالث
كتاب (رسالة ) راحة الأرواح
وقد اقتفيت الأثر واتبعت الآي والخبر وألفت هذه الرسالة وسميتها:
سبيل راحة الأرواح ودليل السرور والأفراح إلى فالق الأصباح وأختارُ أن
يجعلها موقوفة على الصلاح محفوفة بالنجاح ابتدأت فيما أودعتها من العلم الشيء
الخطير مما ورد في فضل عيد الغدير وذلك في خطبة مولانا أمير المؤمنين.
إذن نحن هنا أمام كتاب جديد وهو الكتاب الثالث ولا شيء يقول أنه لأبي
سعيد. وسأناقش ما ورد فيه مع نسخة شتروتمن ونسخة أبو موسى ومخطوطة بين يدي.
.
1_. كتاب جديد بدون بسملة
2_ ثم يذكر بعنوان فصل:
ومما رواه أبو عبد الله محمد بن محمد النعماني رضي الله عنه في رسالته
(المقنعة) وهو أحد شيوخ الشيعة الملقب بالشيخ المفيد توفي عام413 هـ
والكتاب في الفقه الشيعي، فهل يستشهد به ابو سعيد ويعترف بما ورد فيه.
وهل يمكن أن يستشهد ابو سعيد بما لم يروَ عن الشيخ ولا عن تلاميذه؟
في مضمون الكتاب الثالث
(سبيل راحة الأرواح)
عيد المباهلة
عيد المباهلة: وهو اليوم الواحد والعشرين
من ذي الحجة
في كل سنة وله شرف عظيم وفضل كبير، وفضائل مذكورة عن الموالي منهم السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه
أنيب وصلواته على سيدنا محمد وآله.
عن باقر النور عن أبيه عن جده ان المدينة
اضطربت لمباهلة السيد الناطق بالحكمة فصعب ذلك على جماعة من أولياء وأهل المراتب
منهم أبو دجانة سماك بن خرشنة الأنصاري. قال[1]:
فذهب يريد منزل مولانا أمير المؤمنين منه الرحمة ليفاوضه في ذلك فلقيه الحارث بن
اسحق النجراني وكان خطيب القوم وعلاّمتهم فتعلق ببردته وقال له يا سماك لنباهلن
صاحبك فإن ذكر قومه ذكرنا أنفسنا وإن ذكر نفسه ذكرنا ابراهيم واسحق وموسى وعيسى
وان ذكر كتابه ذكرنا صحف ابراهيم وموسى
والانجيل وليقضِ بعد هذا ربنا فينا وفيه ما هو قاض ومضى. قال سماك[2]:
فازددتُ أسفاً ومضيتُ إلى منزل فاطمة الزهراء فقيل لي إنهم في البقيع فبادرت خارجا
فرأيت عند الكثيب الأحمر مقابل القبة العتيقة جماعة جلوساً فقصدتهم حتى قربت منهم
فقربوني فتأملتهم فاذا هم عبد الله بن رواحة وعثمان بن مظعون وام سلمة ومحمد بن
ابي بكر ومحمد بن ابي حذيفة وسلمان فقلت: جعلت فداكم ما جمعكم هاهنا فقال لي عبد
الله امر ستراهم ان شاء الله تعالى واقبل عليَّ صلواته فقال سماك: فوقفت أنظر
إليهم مترقباً من الله بهم نعمة حتى أقبل أحد عشر رجلاً من أهل نجران يقدمهم
الحارث بن اسحق وشهاب بن أبي تمام فعندها رأيت عبد الله قد أومى بيده إلى الكثيب
الأحمر كالسائل المتضرع فأتبعته طرفي فرأيت على الكثيب أنواراً كالبرق تتلألأ ثم
سكت فرأيت محمداً وعلياً وفاطمة وحسناً وحسيناُ وسلماناُ فرددتُ طرفي فرأيتُ سلمان معي ومع عبد الله وأصحابه
فسقطتُ وجعلت سلمان دليلي على ما رايته فقلت: يا باب كل معرفة.......
ثم وصف المباهلة في مشهد تمثيلي رائع، إلا أنه لم
يتطابق مع المصادر التاريخية. ولم يسند خبر المباهلة عن الخصيبي أو غيره. بل قال:
عن باقر النور، دون أن يذكر السند.
1-
كان يوم المباهلة في السنة العاشرة
للهجرة.
2-
يقول مصنف الكتاب كان يقدم وفد نجران الحارث
بن اسحق، وشهاب بن ابي تمام.
3-
تقول المصادر التاريخية: كان الوفد برئاسة
السيد والعاقب.
4-
يقول مصنف الكتاب أن الوفد بأكمله أسلم ،
ومدحوا الرسول بأشعار، ويذكر هذه الأشعار.
5-
يقول: حضر في يوم المباهلة عثمان بن
مظعون. وعثمان بن مظعون توفي في السنة الثانية للهجرة، أي قبل المباهلة
بثماني سنوات.
6-
يقول أن عبد الله بن رواحة شهد
المباهلة، وعبد الله استشهد في غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة،
أي قبل المباهلة بسنتين.
7-
تقول المصادر التاريخية: صالحوا على ألفي
حلة ثمن كل حلة أربعون درهماً، وجعل لهم ذمة الله تعالى. وتسلم الدفعة الأولى من
الجزية علي بن ابي طالب عند عودته من اليمن في حجة الوداع.
8-
بقي نصارى نجران يدفعون الجزية حتى عهد عمر
بن الخطاب، وكانوا قد كثروا وضاقت عليهم أرضهم. فاشترى منهم أراضيهم وفرقهم في
البلاد.
9-
وعلى كل حال، لم تحصل المباهلة سواءَ أسلموا أو دفعوا الجزية. فما هو مبرر عيد
المباهلة.
10-
ألا يلاحظ القارئ أنه لا يوجد فكرة واحدة
صحيحة في كل هذه الرواية. فكيف نقبل أن يكون هذا التخبط والدجل لأبي سعيد العالم الثقة.
باب التجليات
ما علاقة هذا الباب
بالأعياد؟
الكتاب غير مبوب. فمن اين أتى بهذا الباب؟
يقوا: قال الشيخ قدس الله روحه: وهذا يا
أخي اسعدك الله باب مستصعب يدخل عارفه من الحق مدخلاً كريماً ... ولا نعرف أن الشيخ قال هذا في كتبه. ..بالتأكيد
أخذه كما هو من كتاب آخر. دون أن ينتبه أنه لا يضع أبواباً لكتابه.
والحديث المنسوب عن الشيخ في هذا الباب غير
موجود عند الشيخ. ولم يذكر الشيخ في التجليات لا ارستطاليس ولا هرمس الهرامسة فهل يزور ابو سعيد أقوال الشيخ؟
ليس المقصود بالشيخ الخصيبي، فهذا ليس
قوله، إنما يقصد الشيخ المفيد وله كتاب التجليات وكتاب المقنعة وعشرات الكتب.
وربما حسبه الناس انه للخصيبي.
وباعتباره مدخل على الكتاب، فهو مرفوض ولا
داعي للغوص بمتاهاته الاسطورية.
يوم عيد الفراش
يوم عيد
الفراش -
يقول مصنف الكتاب:
هو يوم
التاسع والعشرين من ذي الحجة في كل سنة وله شرف عظيم وفضلُ كبير عند أهل التوحيد. (لم يذكر الخصيبي تاريخاً لهذا اليوم.)
في النص تشويش والتباس بيت نص الهدية والنص هنا
. ولا داع لايراد النصين :
التعليق على النص:
1-
جعفر بن محمد بن مالك ليس ممن حدّثَ عنهم
الخصيبي.
2-
إن
يوم الفراش هو يوم الهجرة والهجرة كانت في الثاني عشر من ربيع اول. وبين يدي الآن
أكثر من سبعة مصادر هي: تاريخ اليعقوبي – تاريخ ابن الأثير – تاريخ أبو الفداء
عماد الدين اسماعيل – تاريخ ابن العبري – التنبيه والإشراف للمسعودي- المعارف لابن
قتيبة. تجمع كلها على أن الرسول وصل إلى قبية قرب المدينة في الثاني عشر من ربيع
أول وأنه بقي في الغار ثلاثة أيام، ويكون يوم الفراش حوالي 9 ربيع أول.
مثال: يقول المسعودي: هاجر الرسول يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلةٍ
خلت من شهر ربيع الأول الثالثة عشرة من بعثته. وكافة المصادر تؤكد ذلك.
3-
يقول صاحب هذا الكتاب بأنه أخذ النص من الهداية
للخصيبي. والخصيبي لم يذكر تاريخ الهجرة في النص. فهل يكذب ابو سعيد عن الخصيبي. والخصيبي حدث عن
جعفر بن يحي بن مالك. ولم يذكر الخصيبي أنه حدث عنه فيما ذكر أبو سعيد في البحث
والدلالة.
4-
يقول بأن خديجة تكون في جانب من الدار.
وخديجة توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين، كما تقول كافة المصادر، نذكر منها قول
اليعقوبي: توفيت خديجة في رمضان قبل الهجرة بثلاث سنبن. وهذا ما تقوله المصادر
السبعة التي ذكرتها سابقاً.
جميع المصادر التي بين ايدينا تؤكد ما ذكرناه ولا أظن أن هناك تاريخ
في العالم يقول غير ذلك. مما يجعل رواية هذا الكتاب غير صحيحة، ويجعل توقيت الفراش
في التاسع والعشرين من ذي الحجة غير صحيح. وربما نستطيع أن نقول أنه كان في التاسع
او الثامن من ربيع أول. لأن الرسول بقي
ثلاثة او اربعة أيام في الغار وفي الطريق
حتى وصل إلى قبية.
اقرأ في هذه المناسبة قوله في هذا الكتاب:
وقدم رسول الله ص إلى المدينة يوم الاثنين وقيل يوم الخميس والشمس
يومئذٍ في السرطان ثلاثة وعشرين درجة وستة دقائق والقمر في الأسد ست درجات وخمسة
وثلاثون دقيقة وزحل في الأسد درجتين والمشتري في الحوت لست درج راجعاً والمريخ في
السنبلة تسعة عشر درجة والزهرة في الاسد ثلاثة عشر درجة وعطارد في الأسد خمسة عشر
درجة . فنزل في كلثوم بن الهرم (الهدم) فلم يلبث إلا أياماً حتى مات كلثوم فانتقل
ص فنزل على سعد بن خيثمة وفي بني عمر بن عوف فمكث اياماً فكان سفهاء يني عمر
ومنافقوهم يرجمونه بالليل فلما .... .
هذا الكلام مأخوذ من تاريخ اليعقوبي . وقد ورد كالتالي:
وقدم رسول الله إلى المدينة يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع
الأول؛ وقيل يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت منه.
11-
لقد حذف من النص ربيع الأول الذي يناقض
قوله 29 ذي الحجة. أما الخلاف بين الثامن والثاني عشر، فهذا لأن هناك من اعتبر
تاريخ الهجرة ابتداء من خروجه من مكة، فقال في الثامن وهناك من اعتبر تاريخ وصوله
إلى المدينة في 12 ربيع اول، وهذا خلاف مشروع لأنه ربما بقي في الغار وفي الطريق
أربعة ايام.
12-
ان اخذه لهذا النص بحرفيته من تاريخ
اليعقوبي يؤكد حيازته للكتاب وكان يمكن أن يعرف منه كل التواريخ الصحيحة، ولكنه
تعمد كتابتها بشكل مخالف مادام ينسب الكتاب لأبي سعيد. لكي يتهم الناس ابا سعيد
بالتضليل والخطأ. وقد نجح في ذلك بفضل بعض الفضلاء الذين عمموا هذا الكتاب
(البدعة) على الناس، وامتدحوه. وبفضل المؤلفين الذين اعتمدوا على هذا الكتاب كمصدر
أساسي لدراسة أتباع ابي سعيد بقصد تشويه سمعة أبي سعيد وتجهيله هو وأتباعه
وانحرافهم.
13-
ثم يقول في الدعاء:
يا مطلوباً في الأولين ومطلوباً في الآخرين، ويا مشهوداً في الأولين
ومشهوداً في الآخرين، يا من اجتهدت الفراعنة والأضداد على اطفاء نوره وادحاض
حجته وانكار معرفته, فلم يبلغوا إلى ادراك ذلك. يا من دلت أفعال قدرته على
ربوبيته.
يا من اجتهدت والفراعنة والأضداد على اطفاء نوره .... المقصود به موسى . ويؤكد ذلك قوله: يا
من دلت أفعال قدرته على ربوبيته.
هذا القول مأخوذ من قول الحاخام اليهودي موسى بن ميمون في كتابه دلالة
الحائرين:
(ليس لله صفات ذاتية غير صفة الفعل)
رد أبو سعيد. على هذا القول بقوله: هذا القول يوري بأن بين القدرة
وبين الذات أربعُ صفات وأربعة حدود وأربعة مقامات والذات خامسها.
14-
يورد قصيدة يقول انها للصائغ. مطلعها:
(اكرم بمن صحب المختار يؤنسه وفي مكان فراش المصطفى رقدا) اليس في هذا البيت وبقية
القصيدة تناقضات كبيرة.
15-
يذكر باباً يسميه باب التجليات: والكتاب
غير مبوب مما يدل على أنه أخذه من كتاب آخر.
16-
لم يذكر هذا العيد في الكتاب السابق في الحديث المنسوب لأبي سعيد.
عيد التاسع
عيد
التاسع :هو
مقتل دلام ، وهو التاسع من شهر ربيع الأول في كل سنة، وله شرف عظيم. وفضائل
مذكورة.
فمن ذلك ما رواه الأمير أبو عبد الله محمد
بن أبي العباس رضي الله عنه باسناده عن رجاله إلى أبي الطيب أحمد بن الحسين، قال:
حدثني أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي نضَّرَ الله وجهه بمنزله في بغداد
بشارع البرامكة بباب الكوفة قال حدّثني أحمد بن غالب الكوفي عن سليمان بن عطية عن
القاسم بن سلمة قال غدوتُ إلى أبي محمد عبد الله بن أيوب القمّي ومعي جماعة من
اخواني أسأله اعراض رقعة على سيدي أبي الحسن علي بن محمد صاحب العسكر علينا سلامه
فلما طرقنا الباب خرجت إلينا جارية وقالت اجلسوا إنه في بعض حوائجه فجلسنا هنيهة
ثم خرجت إلينا وقالت: ادخلوا فدخلنا وإذا به يمسح لحيته ورأسه من غسل قد اغتسله
فسلمنا عليه..... فقال: أوليس هذا يوم تسعة من شهر ربيع الأول فقلنا بلى فقال ولم
أغفلتموه.... فقالت الجماعة وأي شيء أمر فيه وماحقه فما لنا به علم ولا سمعنا فيه
شيئاً من أحد.....
يكفي للطعن بهذا العيد أن الخصيبي حدث به عن
أحمد بن غالب الكوفي. ولم يذكر أبو سعيد أن أحمد بن غالب الكوفي كان ممن حدث عنهم
الخصيبي. ثم أنهم لم يسمعوا شيئاً عنه وهم
المقربون من الإمام.
وفي خبر
آخر عن التاسع.
حدثنا ابن
أبي العباس الخراساني قال: اخبرنا ابو علي أحمد بن علي الكهنجشي قال: حدثنا محمد
بن العلاء الهمداني الواسطي ويحي بن محمد بن جذع البغدادي قال: تنازعنا في باب أبي
الخطاب فاشتبه علينا أمره فقصدنا جميعاً أحمد بن اسحق القمي صاحب العسكري عليه
السلام بمدينة قم فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية من داره عراقية فسألناها عنه
فقالت هو مشغولٌ بعياله لأنه يومُ عيد، قلنا: سبحان الله . الأعياد أربعة الفطر
والأضحى ويوم الغدير ويوم الجمعة،..... ثم يستمر الخبر من شخص لآخر حتى يصل إلى أن
الرسول كان يعتبره عيداً بأسانيد لا صحة لها.
إذا كان صاحب هذا
الكتاب يقول بأنه في أيام العسكري لم يكن أتباعه يعرفون إلا الأعياد الأربعة الفطر
والأضحى والغدير. ويوم الجمعة, فمن أين خلق لنا ملفق هذا الكتاب أحد عشر عيداُ
غيرها.؟؟؟ وكيف ذكر أن جعفر الصادق وافق على السابع عشر من آذار ولم يذكرون أنهم
يعرفونه. ثم يقول:
خبر آخر
ليوم التاسع من شهر ربيع أول:
حدثنا
محمد بن ابي العباس الخراساني قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن اسماعيل السليماني قال
حدثنا الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني قال حدثنا ابو احمد علي الهنجشي فال حدثنا
محمد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحي بن محمد بن جذع البغدادي قال تنازعنا في باب
ابي الخطاب فاشتبه علينا أمره فقصدنا جميعاً أحمد بن اسحق القمي صاحب العسكري عليه
السلام بمدينة قم فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية من داره عراقية فسالناها عنه
فقالت هو مشغول بعياله إنه يوم عيد قلنا يا سبحان الله الأعياد أربعة الفطر
والأضحى ويوم الغدير والجمعة قالت فإن أحمد بن اسحق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن
محمد العسكري عليه السلام أن هذا يوم عيد وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم
السلام وعند مواليهم قلنا فاستأذني لنا في الدخول عليه وعرفيه مكاننا قالا فدخلت
علبه وأخبرته بمكاننا فخرج علينا وهو متزر بمئزرٍ له محتبي بكسائه يمسح وجهه
فأنكرنا عليه ذلك فقال لابأس عليكما فإني كنتُ اغتسلت للعيد قلنا له وهو يوم عيد (
وكان يوم التاسع من ربيع أول) قالا جميعاً فأدخلنا داره وأجلسنا على سرير له ثم
قال لنا إني قصدت مولاي الحسن العسكري علينا سلامه مع جماعة من اخواني كما
قصدتماني انتما. وكان بسرمرا فاستأذنا عليه بالدخول فأطلق لنا ذلك فدخلنا عليه في مثل هذا اليوم وهو التاسع من
شهر ربيع الأول فراينا سيدنا علينا سلامه قد أوعز إلى كل واحدٍ من خدمه أن يلبس ما
يمكنه من الثياب الجدد وكان بين يديه مجمرة تحرق العود بنفسه قلنا بأبينا يا ابن
رسول الله يا امامنا هل تجدد لأهل البيت
في هذا اليوم فرح فقال على ذكره السلام واي يوم اعظم حرمةً من هذا اليوم عند اهل
البيت. وقد اخبرني ابي المتوفي عليه
السلام أن حذيفة بن اليماني دخل في مثل هذا اليوم وهو التاسع من شهر ربيع الأول
على جدي رسول الله ص قال حذيفة فرأيت مولاي امير المؤمنين منه الرحمة مع ولديه
الحسن والحسين صلوات الله عليهما يأكلون مع رسول الله ص ورسول الله يبتسم في وجه
الحسن والحسين ويقول لهما كلا على بركة
الله وبركة هذا اليوم وسعادته فإنه اليوم الذي يقيض الله فيه على عدوه وعدو جدكما
ويستجيب دعاء امكما كلا فانه اليوم الذي يقتل فيه عدوكما ويقبل الله اعمال شيعتكما
ومحبيكما كلا فإنه اليوم الذي يصدق فيه قول الله عز وجل....
هل يصح أن يكون ابو سعيد من كتب هذا
التضليل والافك.
أليس هذا أكبر الكذب والدجل, قتل عمر بعد
غياب الرسول بعشر سنين.
لا داعي للمتابعة في النص. لأن ما فيه حتى
هنا ما يكفي لدحضه وازدرائه.
1-
يجمع المؤرخون أنه بين 8 و10 ربيع أول سنة
1317 من بدء ملك بختنصر. عشرون من نيسان سنة 882 للاسكندر. ولد الرسول. هذ هو
مولد الرسول.
2-
اما تاريخ مقتل عمر:
3-
قال ابن قتيبة عبد الله بن مسلم الدينوري:
قتله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة لسبع بقين من ذي الحجة، ومكث ثلاثة أيام، ثم
توفي لأربع بقين من ذي الحجة
4-
قال الواقدي: طُعِنَ عُمر يوم الأربعاء
لسبع بقين من ذي الحجة، ومكث ثلاثة أيام ثم توفي لأربع بقين من ذي الحجة. وصلى
عليه صهيب، وقبر في حجرة عائشة.
5-
قال ابن العبري: مات عمر يوم الأربعاء لخمس
بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين للهجرة.
6-
قال اليعقوبي: لأربع بقين من ذي الحجة. كيف
يأخذ نص الهجرة من كتاب اليعقوبي ولم يأخذ تاريخ مقتل عمر منه؟
7-
قال المسعودي: قتل عمر بالمدينة لأربعٍ بقين من
ذي الحجة.
8-
قال ابو الفداء: في هذه السنة (أي 23) طعن
أبو لؤلؤة واسمه فيروز عبد المغيرة بن شعبة في خاصرته وتحت سرته لست بقين من ذي
الحجة، وتوفي يوم السبت سلخ ذي الحجة ودفن يوم الأحد هلال المحرم.
9-
هل
يصدق عاقل أت الرسول كان يحتفل بمقتل عمر الذي كان بعد الرسول بعشر سنين.
10-
ربما قال أحد ما إن الرسول كان يعلم الغيب
ولا غرابة في ذلك.
11-
نقول: هذا مرفوض لأم القرآن نفى عنه علم
الغيب ,لأن مقتل عمر لم يكن في ذلك اليوم
أي يكون أخطأ الرسول بتنبؤه .
12-
عن ذكر الأعياد مع يوم الجمعة يعني أن طقوس
الأعياد مثل طقوس يوم الجمعة.
13-
ما بال تلك الرواية التي ذكرت أسماء كثيرة
لا نعرف أحداً منها هل هي ثقة.
14-
هل يخطئ أبو سعيد في كل هذا ويكذب عن رسول
الله.
15-
اتقوا الله في ابي سعيد إن كنتم تعبدون
الله.
نلاحظ أن جميع التواريخ تؤكد أنه قتل في ذي الحجة, وما أظن أن هناك
تاريخاً ينفي هذا غير هذا الكتاب المزور.
الخلاصة: هذا تاريخ مولد الرسول الأعظم وهو ايضاً يوم الفراش. فلماذا يتمسك
واضع هذا الكتاب المشبوه بالتاريخ الخطأ ويترك الصحيح.
**ثم
يروي خبراَ فيقول:
قال حذيفة بن اليمان: لما استجاب الله دعاء مولاتي فاطمة عليها السلام
في المنافق وأجرى دمه على يد قاتله ابو لؤلؤة رحمة الله عليه دخلت على
مولاي امير المؤمنين منه الرحمة لأهنئه...
وكان قد أورد خبراً عن الشيخ الثقة أبي الحسين محمد بن علي الجلي قدس الله روحه،
قال: سألت شيخي وسيدي أبا عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي نضر الله وجهه عن الفرس الذي وطئ كربلاء ،
فقال: حدثني عمي احمد بن الخصيب عن يحي بن معين عن المفضل بن عمر عن جابر بن يزيد
الجعفي اليه التسليم، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد الصادق علينا سلامه ورحمته
ورضوانه عن الفرس الذي وطئ كربلاء، قال: كان فرساً أدهم بهيماً وهو القاتل الواطئ في كل كورٍ
ودور، وهو ابو لؤلؤة لعنه الله. قال ابو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي
: فان احتج علينا محتج وقال : هذا مذموم، قلنا له: هو مذمومٌ في حال المذمومين
لقول الله تعالى: ألم تر انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً. قال ابو
عبد الله الخصيبي: وان اختلفت الروايات فهذه الرواية صحيحة.
هل تستطيع ان نخلص من الروايتين أيهما الصحيحة. وماذا يقول أهل العلم
: هل يقولون لعنه الله، أم يقولون: رضي الله عنه. هل يمكن أن يضع ابو سعيد مثل هذه
الرواية المضللة. في أيهما صدق واضع هذا الكتاب وفي أيهما كذب. فلا يمكن ان تكونا
صحيحتين معاً. هل يقع أبوسعيد في مثل هذا الذي يضلل الناس؟ لو قرأ شخص الحديث
الأول ولم ير الثاني، وقرأ آخر الحديث الثاني ولم يقرأ الأول. ألا يتشاجرون ويكذب
بعضهم بعضاً. أليس هذا فعل مضلل.
ذكر ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان آخر السنة الخصيبية وهي ليلة
عظيمة القدر شريفة أشرف ليالي الشهر وأعظمها قدراً واكبرها ذكراً وفيها زيارة
مولانا الحسين علينا سلامه وفيها قتل ضلال ووبال لعنما الله وهي الليلة التي قال
تعالى فيها: إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق أمر حكيم ....
لن ادخل في تفصيل النصوص والأدعية.
وقبل ان أنتقل إلى خبر ضلال ووبال
الذي ذكرهما في المقدمة. باعتباره من أخبار ليلة النصف من شعبان. بالرغم من
أنه خبر تقشعر له الأبدان وتعافه الاذان, ولا يدخل في العقول والأذهان.
قبل أن أنتقل إلى الخبر الذي يقول بأنه كان في السنة الثانية من خلافة
عمر.
-
كيف كان قتلهما عيداً وهما لم يقتلا بعد.
-
ابو بكر لم يمت قتلاُ.
-
قال أن عمر قتل في التاسع من ربيع أول.
وكلاهما لا علاقة له بهذا اليوم.
-
مات ابو بكر لثمان ليال خلون من جمادى
الآخرة. ( اليعقوبي)
-
كيف لم يعرف واضع هذا الكتاب التواريخ
ولديه تاريخ اليعقوبي. ومرة يقول قتل عمر في التاسع من ربيع أول ثم يقول في الرابع
عشر من شعبان. هل يمكن أن يضلل الناس ابو سعيد، معاذ الله.
خبر ضلال ووبال لعنهما الله تعالى : وهو من أخبار ليلة النصف من شعبان رواه الأمير ابو عبد الله
محمد بن ابي العباس رضي الله عنه بإسناده عن رجاله إلى ابي الطيب أحمد بن الحسين
قال حدثني ابو عبد الله الحسين بن حمدان
الخصيبي نضر الله وجهه عن جعفر بن محمد القمي عن سليمان بن علي الرازي عن هشام
الضرير الكوفي عن زرعة بن سليمان المدني عن عبادة عن المعلى بن خنيس عن جابر بن
يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن سلمان الفارسي قال: ........
يمكن أن ننفي هذا الخبر من أوله ونكذب ملفقه الذي أراد به أن يؤلب
الناس على ابي سعيد وأتباعه. ونجح في ذلك للأسف.
وسأورد بعضاً من النص ليرى القارئ حقد واضع هذا الكتاب على أبي سعيد
وعلى الاسلام , وما غرضه الا التضليل وبث الفتنة.
قال سلمان: دخلت على مولاي أمير المؤمنين منه الرحمة يوم أربعة عشر من
شهر شعبان وكانت خلافة أبي بكر في السنة الثانية من خلافته فلم أزل عنده إلى أن
غربت الشمس فأردت الانصراف فقال لي مولاي: يا سلمان عد إليَّ إذا مضى من الليل
شطره فإن لي إليك حاجة فقلت نعم يا مولاي،
فاتيت إلى منزلي وقضيت ما احتجت إليه من أحوالي ولم أزل اترقب الوقت إلى أن قرب
الوعد الذي أجله لي مولاي فلما كان الثلث من الليل خرجت فأتيت منزل مولاي فإذا
بقنبر واقف بالباب وفي يده عنان بغلة رسول الله ص فلما رآني قال لي يا سلمان إن
أمير المؤمنين منه الرحمة ينتظرك فجلست فما استقريت على الأرض حتى خرج مولاي أمير
المؤمنين منه الرحمة فركب فقلت لعله يريد بعض دور الأنصار ثم قال لي ولقنبر:
الحقاني إلى مسجد قِبا فسار وسرنا فقلت لقنبر: واي شيء يريد مولاي أمير المؤمنين
يعمل في مسجد قبا في هذه الليلة فقال: لا أعلم. وجعلت أنا وقنبر نسير وهو يحدثني
وأنا أحدثه حتى أتينا إلى مسجد قبا فإذا أمير المؤمنين جالس بباب المجلس والبغلة
قائمة بإزائه وإذا ببعيرين عظيمين مناخين بباب المسجد مادة عنقيهما ورأسيهما على
وجه الأرض نحو المولى امير المؤمنين منه الرحمة فلما أقبلنا قام وقال: دونكما هذين
الجملين فاركبا عليهما فقلنا: يا مولانا وأين رِكابهما اللذين كانا عليهما فقال:
اركبا ولا تسالا عن شيء فركبت وركب قنبر وسار مولانا منه الرحمة على بغلة رسول
الله ص وهي تمر من تحته كالريح العاصف ونحن قد أرخينا للجملين أزمتهما وحثثناهما
على المسير وأجهدناهما في أثره وهما يهتفان بنا يطلبان البغلة فما كان الا هنيهة
حتى لاحت لنا جبال مكة فقلت في نفسي وصلنا
في أقل من ساعة من المدينة إلى مكة إن هذا لعجب وجعلت أتأمل الجبل فإذا هو جبل أبي
قبيس لا شك فيه فرقاه مولاي امير المؤمنين منه الرحمة على بغلته وارتقينا نحن على
أثره بالمسير ونزلنا عنهما وانهما لفي آخر نفسهما من الجهد الذي أجهدناهما قلما
حصل في ذروة الجبل ونحن في أثره فنزل ونزلنا عن الجملين[3] وأنخناهما في ذروة الجبل فدعاني مولاي امير
المؤمنين منه السلام فدنوت منه فقال لي: يا سلمان إن قنبر لا يحمل ما حملت أنت ولا
يبلغ ما بلغته من علو درجتك وإني
سأحجبه عما اوجدك فقلت: يا مولاي الأمر
أمرك تفعل ما تشاء فقال لي أين أنت فقلت في مكة على ذروة جبل أبي قبيس فقال لي:
سلِ الآن قنبر أين هو فقلت: يا قنبر أين هذا الموضع الذي نحن فيه فقال: هذا جبل
قبا الأعوج فقلت: يا مولاي اين قدرة حكمتك
قال: يا سلمان أتدري لماذا سرت بك إلى هذا المكان هاهنا فقلت: يا مولاي لا أعلم
إلا ان تعلمني فقال: اريد أن تسأل هذين الجملين عن جميع ما كانا يمكران بمحمد وعلي
واجتمعا عليه وخُلّيا في المشورة في هذا الموضع فإذا أقرا أشهدتُكَ عليهما ثم أبدي جميع ما كانا أخفياه في جبل أبي
قبيس واستودعاه فيه من أشياء إذا ظهرت ورأيتها عرفتها فقلت: يا مولاي وهذان
الجملان أيضاً ممن مكر بمولاي ورسول الله فقال : نعم يا سلمان فقلت: وكان لهما
اجتماع في هذا الموضع قال: نعم يا سلمان ولهما إلى هذا الموضع في كل ليلة مثل هذه
الليلة وهي ليلة النصف من شعبان وقفة أوقفهما فيها وأسألهما عما أسألهما عنه في
هذه الليلة إلى أن يُظهرَ الله أمره ويكشف ذاته وأشهد عليهما بفعلهما وأظهر لهما
ما أخفياه بحضرة ولي من أوليائي فهل تعرفهما يا سلمان فقلت والله يا مولاي ما أعرفهما وما كنت أظن أن جملين يكونان بما قد وصفته وان هذا الشيء عظيم فقال يا سلمان تعرفها حق المعرفة وأيقنها
وأوثقها فقلت قولك الحق يا مولاي فقال لي يا سلمان ادعهما الي بأسمائهما فقلت يا مولاي ما اعرف لهما اسماً
فقال أجل فقل يا ضلال ويا وبال احضرا فناديت يا ضلال ويا وبال احضرا فما أتممت
كلامي حتى انتفض تلك الجملان من رحليهما ووثبا قائمين وإذا هما شخصان بشريان فخررت
لوجهي ساجدا لمولاي أتعوذ به من سخطه وأنا أقول إنا لله وإنا أليه راجعون هذان
جملان كانا تحتي وتحت قنبر وقد صارا بشرين
فقال لي يا سلمان قل لهما يدنوان مني فقلت لهما ادنوا من مولاي امير المؤمنين
فدنيا وقربا منه فقال لي يا سلمان تأملهما هل تعرفهما فتأملت شخصيهما فإذا هما
الجبت والطاغوت وهما سكد واذازمد لعنهما الله تعالى..... .......
إلى نهاية هذه المسرحية الحقيرة. التي لا يقر بها عقل ولا منطق.
1- يقول انه
في ليلة النصف من شعبان قتل ابو بكر وعمر.
2- قال
سابقاً أن عمر قتل في التاسع من ربيع أول وأشهد على ذلك حتى الرسول والعسكري و...
3- قتل عمر
لخمس ليال بقين من ذي الحجة كما أوضحنا في عيد التاسع من ربيع أول.
4- توفي ابو
بكر لثماني ليال خلت من جمادى الآخرة كما يقول ابن اسحق وابن الأثير واليعقوبي.
5- يقول بأن
هذا السر لم يكن يصح أن يباح به لأقل من سلمان. فمن أين وصل هذا السر لمصنف هذا
الكتاب والذي أباح به لكل البشرية.
6- لقد ظن
مؤلف هذا الكتاب أنه لن يقرأه إلا البسطاء .
7- يحسب
البعض أنه مادام الخبر روي عن سلمان فلا مجال للشك فيه. ولكنا نقول: هل كل من ورد
في هذا الاسناد الذي أوصلنا لسلمان موثوق؟!
8- هل يمكن
أن يقع أبو سعيد بمثل هذا؟؟!!!
9- إذا كان
علي أوصى سلمان أن لا يخبر أحداً بهذا الأمر. فكيف روى الراوي الخبر عن سلمان. هل
خالف سلمان قول علي له.
10-
إذا كان قنبر بمنزلته الكبيرة لا يحق له أن
يعرف هذا الأمر، فكيف أخبر به سلمان ووصل لمصنف هذا الكتاب وإلى جميع الناس.
11-
ألم يكن هذين صاحبي رسول الله. فهل يحق
لمسلم أن ينتقص منهما.
12-
اما بايعهما علي بالخلافة: وهل يخالف علوي
قول علي إلا خارج عليه محارب له. أما حارب علي الخوارج لأنهم رأوا غير رايه في
التحكيم. فهذا ليس قول ابي سعيد المسلم العلوي.
ليلة الميلاد
ليلة الميلاد : يقول مصنف الكتاب: ( ليس عيد)
ليلة الميلاد وهي الليلة الرابعة والعشرين من كانون الأول، وهي آخر
السنة الرومية، وهي في العشر الأخير من الشهر....
لاحظ كيف تخبط في القول، فقال الليلة الرابعة والعشرين من كانون أول ،
ثم قال: آخر السنة الرومية. فهل الرابعة والعشرين هي آخر السنة الرومية؟ ثم قال: في العشر الأخير من الشهر. فهل هو
بحاجة أن يقول في العشر الأخير بعد أن حدد يوما معيناً هو الرابع والعشرين، هذا
ليس سرد عالم خبير.
وهو على كل حال عيد مسيحي، ورب قائلٍ يقول: إن المسيح نبي كمحمد فلا
جُناح علينا باتخاذ ميلاده عيداً!
فنقول: لكل نبي تشريعه المستمد من رسالته وسنته. وما عرفنا أن هذا
العيد ورد في تشريع محمد، لا هو ولا بقية الأعياد باستثناء رمضان والأضحى.
خبر اليوم السابع عشر من آذار
جاء في كتاب راحة
الأرواح في المخطوط الذي بين يدي:
"
إنَّ هذا الميقات لم يُرَدْ بِهِ إلاّ
نزول الشمس في برج الحمل في المقام الجعفري في الثالث عشر من آذار، فأراد الأضدادُ
أن يسخروا بهم، فأمرَهم الإمام جعفر منه السلام أن يؤخّروه كيلا يفطنون بهم. فلم
يطمئنوا إلا بعد ثلاثةِ أيام، فّقَضَوا ميقاتَهم فيه، ثم تفرقوا. وصارت سنّةً لهم
إلى الآن، فافهم ذلك وتدبَّرْهُ. ومن اختار الاحتياطَ عمله في الثالث عشر وفي
السابع عشر".
1-
كل النسخ تقول ان هذا خبر وفي هذا الكتاب
أخبار كثيرة ، فلم تحول هذا الخبر عيداً؟
2-
هذا الكلام غير موجود في بعض النسخ مما يجعلنا نشك بأنه مُدخل في بعض النسخ، وقد
رأيت نسخة عمرها مئات السنين ليس بها هذا الكلام، ومن اضافه أدخل الامام جعفر
بالموضوع حتى يُقنع الناس. أي جعل الامام جعفر يقر أن نزول الشمس في برج الحمل في
13 آذار. هل يصدق انسان أن الصادق يقول هذا وهو أعلم الناس.
إذن: ينفي صاحب الكتاب أيَّ سببٍ آخَرَ للسابع عشر من آذار غير نزول
الشمس في برج الحمل.
ولكن: الشمس تنزل في برج الحمل في الحادي
والعشرين من آذار في التقويم الغربي ويقابل ذلك 8 آذار في التقويم الشرقي.
فإن قال قائل: قد تكون معارفهم في تلك الأيام هكذا.
نقول: هذا معروف من زمنٍ بعيد. جاء في كتاب
التنبيه والإشراف لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي المتوفي سنة 354 هـ.
قال:
" الربيع مدته ثلاثةٌ وتسعون يوماً
وثلاثٌ وعشرون ساعةً وربعُ الساعة، وذلك من عشرةٍ تبقى من آذار (أي 21 آذار) إلى
ثلاثةٍ وعشرين يوماً تخلو من حزيران. وهذا من نزول الشمس أول دقيقةٍ من الحَمَل،
وهو الاستواء الربيعي إلى دخولِها أول دقيقةٍ من السرطان، وهو الانقلاب
الصيفي". ولو سألنا اليوم اية بصّارة تعرف ذلك ، فكيف لا يعرفه عالمٌ يصنف
الكتب لتهدي (أو تضل) الناس. وكيف لا يعرف ذلك الصادق الذي لا أعرف ولا أعلم منه.
هل يمكن أن يتهم ابو سعيد الامام جعفر بالجهل.
قد لا يعرف الانسان أمراً ما ولكن عندما
يذكره كمناسبة هامة في كتاباته عليه أن يكون متأكداً من ذلك ولو اضطر إلى البحث
الطويل حتى لا ينقل معلومة خاطئة ويضل الناس بها، وهذا لا يعمله ابو سعيد.
ولكن، ما هو السابع عشر في المصادر الأخرى؟
إن لليهود ضربين من الأعياد:
الضرب الأول : ما نطقت به التوراة بزعمهم.
1- عيد رأس سنتهم ويسمونه عيد رأس هيشا.
2- عيد صوماريا، ويسمونه الكبور، وهو عندهم
الصوم العظيم.
3- عيد المظلة وهو عندهم وعندنا نصف تشرين.
4- عيد الفطير،(الخميس الكبير) وهو عندنا
وعندهم عيد الخميس الأكبر منتصف نيسان ( 7
أيام).
5- عيد الأسابيع (عيد العنصرة) بعد الفطير
بسبعة أسابيع.
الضرب الثاني: ما أحدثه اليهود.
1-
عيد الفوز، أو في لفظ آخر الفهر: وهو عندهم عيد سرور
ولهو وخلاعة.
وسببه أن استير تزوجت ملك الفرس وكادت
لوزيره هامان الذي كان يريد الايقاع باليهود. ولكن أستير اليهودية من بقايا سبي
بختنصر والتي أصبحت زوجة الملك، أوقعت بهامان وقتلته هو وأتباعه في جميع ممالك
أردشير وكان ذلك في الثالث عشر من أذار. وسنذكر قصتها في العهد القديم فيما يلي.
أستير في
التوراة:
خصص التوراة عشرة
إصحاحات لأستير. نختصرها بما يلي:
كان أحشوِبروش مَلَكَ
من الهند إلى كوش على مئة وسبع وعشرين كورة (مملكة). وفي السنة الثالثةِ من ملكه
عمل وليمة كبيرة في شوشن القصر ودعا إليها الأعيان والجند. وعملت الملكة وشني
أيضاً وليمةٍ للنساءِ.
وفي اليوم السابع من
الاحتفال أمر الملك بإحضار وشني الملكة
أمامه، فأبت أن تستجيب لأوامر الملك. اغتاظ الملك وأشار إليه بعض خواصه بأن
يجمع حسناوات المملكة ويختار بديلاً عن وشني. وكان في جوشن القصر رجلٌ يهودي من
بقايا سبي بختنصر اسمه مردخاي ابن باشير بن شمعي. وكان مربياً لأستير ابنة عمه.
فأدخلها بين الحسناوات وأكَّد عليها أن لا تخبر أحداً بأصلها ودينها، وكان أن
اختيرت لتكون الملكة. وبعد ذلك عَظَّمَ الملكُ هامان بنَ هَمداثا الأجاجي، ورقّاه،
وجعلَ كرسيَّهُ فوق جميع الرؤساء الذين معه. وأخبر هامانُ الملكَ بوجود شعب في
مملكته لا يعملون بسنة الملك, فوافق الملك
على القضاءِ عليهم. وأعطاه خواتمه ليتصرف كما يشاء، وأراد أن يقضي على اليهود في
المملكة، ولكن أستير استطاعت أن توغر صدر الملك ضد هامان، فألقى لها مفاتحه،
وأعطتها إلى مردخاي. وجمع مردخاي كتّاب الملك في آذار، وكتبوا كل ما أمر به مردخاي
إلى اليهود في 127 كورة وإلى كل شعبٍ بلسانه، وفيها: إن الملك أعطى لليهود أن
يُهلِكوا ويُبيدوا قوةَ كلِّ شعبٍ وكورةٍ تُضادَّهم حتى الأطفال والنساء، وأن
يسلبوا غنيمتهم في يومٍ واحدٍ في كل كور الملك أحشوبرش في الثالث عشر من آذار.
فقتلوا هامان وأتباعه في الثالث عشر وفي الرابع عشر قتلوا خمسةً وسبعين ألفاً. وفي
الخامس عشر استراحوا وجعلوه يوم شرب. وكتب مردخاي إلى اليهود في كل الممالك بان يعيِّدوا
في الرابع عشر والخامس عشر من كل عام.
2-
عيد الحنكة: وهو ثمانية ايام يوقدون فيه الشموع، لتطهير
بيت المقدس بعد أن دنسه أحد الجبارين.
3-
أستير في التلمود:
فيه شرح مطول بنفس الفكرة التوراتية, ولا داعي للبحث به.
إذن : هذا التاريخ لا يطابق نزول الشمس في برج
الحمل، فنزول الشمس في 21 أذار من أشهر السريان والروم. وهو موافق 24 من شهر
مردخاه من شهور الفرس و17 من برمهات من شهور القبط. وهو الاعتدال الربيعي أي
اعتدال الليل والنهار بحيث يكون كل واحد مائة وثمانون درجة. ثم يزداد النهار نصف
درجة في كل يوم لمدة ثلاثين يوماً فيصبح النهار 195 درجة والليل 165 درجة.
أستير في
مختصر الدول للعلامة غريغوريوس الملطي المعروف بابن العبري
أرطحششت الثاني(ملك
الفرس)، المعروف بالمدبر، واليونان يسمونه أرطاكسراكيس، ملك أربعين سنة وتزوج
بأستير العبرية الصالحة، وصلب هامان العملقي الذي زاول زوال الحالة من بني
اسرائيل، وذلك بدعاء أستير ومردخاي الصديق حاميها.
إذن: مادام السبب الوحيد لهذا العيد هو نزول
الشمس في برج الحمل، كما يقول أبو سعيد. وما دام نزول ل الشمس في برج الحمل ليس في
هذا التاريخ، وما دام أن أضدادهم كانوا يعيبونه، فلا بد أن يكون له سبب غير مقنع،
ولا نجد أمامنا سوى عيد الفوز الذي فازت به أستير على هامان وأتباعه. وهو ليس
عيداً توراتياً, كما ذكرنا، والاحتفال به كالاحتفال بمجزرة دير ياسين أو غيرها من
المجازر اليهودية.
يوكد ذلك
دعاء عيد السابع عشر من أذار الذي يقول فيه:
اللهم أنت الأحد
المفضل على جميع الأنوار...... إلى أن يقول: بِ المص بآهيا شراهيا أدوناي
اصبأوت آل شدّاي......
ان (اهيا
شرهيا ادوناي) تعني : يا الهي العظيم يهوه
هذا تعبير عبري يؤكد ان العيد عبري. وأوناي تعني اله اليهود
يهوه. واصبأوت تعني الجند وفي السريانية تعني ابليس، وآل شداي تعني الاله ايل
الشديد. فهل يمكن أن يتوسل أبو سعيد بهذا، وهل وضع هذا العيد وهذا الدعاء إلا
ليتهم أبو سعيد بالتهود.
ولم تنزل سوى شمس
أستير في برج مؤلف هذا الكتاب في 13
آذار.
ذكر يوم النيروز
يقول في كتاب راحة
الأرواح: "يوم النوروز وهو اليوم الرابع من نيسان في كل سنة، وله شرفٌ عظيمٌ،
وهو اليوم الأول من السنة الفارسية من الشهر أفرودين ماه"
-لم يسند هذا اليوم عن أحد.
- ليس هذا اول السنة الفارسية بل هو اول السنة العبرية القديمة.
-إن اشهر الفرس اثنا عشر شهراً، كل منها ثلاثون يوماً، وأيام النسيء
خمسة أيام في آخر الشهر الثامن منها وهو أبان ماه. والشهر الأول منها هو أفرودين ماه ، وأول يوم
منه نيروز الفرس وهو يقابل الرابع والعشرين من كيهك من شهور القبط، وهو يكون في في
التقويم القديم عند الفرس التاسع عشر من شهر كانون أول. أي أن أول
السنة الفارسية هو التاسع عشر من كانون أول وليس في الرابع من نيسان كما قال. وفي
التقويم الحالي أول السنة الفارسية هو يوم الاعتدال الربيعي 21 آذار.
أما
الرابع من نيسان فيكون في السابع عشر من شهر تير ماه وهو الشهر الرابع من شهور
الفرس. وليس أول السنة الفارسية الذي يكون في 21 آذار. وهذا هو أول السنة العبرية
القديمة.
يقول: كما
أظهر السيد محمد علينا سلامه في القبة المحمدية الأعياد: عيد الفطر وعيد الأضحى
وعيد الغدير فصارت جارية عند ملوك الفرس وسنة في القبة المحمدية.. أي لم يسن محمد
سوى ثلاثة أعياد وكيف ذلك وقد زعم أن محمد كان يحتفل بعيد التاسع. فمن أين أتت
الأعياد الباقية.
وفي الشرح والأخبار
التي وردت في النص كثير من الاشكاليات التي لا أريد التعليق عليها كي لا أوسع
البحث ولا اثير أموراً خارجة عن الموضوع. ويكفي أن أشير على عدم صحة الروايات عن
طريق رواة غير معروفين. وفيها أخطاء كثيرة يطول التعليق عليها. وبعضها رد ابو سعيد
عليها في اماكن اخرى. ومثال منها: الطبقة الرابعة : سماها المولى بالبهمنية
البيضاء فأول أشخاصها كان اسفدبارجوند هو مرد كرماساد سابور هرمز أزد يرشاه ابو بابك الأسكندر وهو الذي كان يسمى
بلاكندر كما عرفناك....
هل يفهم
من هذا شيء. وهل الاسكندر ابن ازدشير . عجيب كيف يسكت كل من يقرأ هذا ويأخذه
كمقدس. الاسكندر ابن فيلبس ملك مقدونيا وليس ابن أزدشير. وهو قبل ازدشير بأكثر من
مائة عام.
هذا العيد
هو ضمن عيد الخميس الأكبر منتصف نيسان الذي يستمر سبعة أيام . وقد وضع صاحب الكتاب
له دعاء مشتركاً مع عيد الخميس.
يقول في
الكتاب: كما أظهر السيد محمد علينا سلامه في القبة المحمدية الأعياد: عيد الفطر
وعيد الأضحى وعيد الغدير، فصارت سنة جارية عند ملوك الفرس في القبة الفارسية وسنة
في القبة المحمدية ..
من أين
أتت الأعياد الباقية؟!
عيد المهرجان ( عيد المظلة):
يقول: هو اليوم السادس عشر من تشرين الأول في كل سنة وله شرفٌ عظيم،
وهو يستخرج من أخبار النيروز.
ثم يروي أخباراً تتعلق بالنيروز وأخرى تتعلق بموسى وبني اسرائيل ويوم
ظللتهم الغيمة في التيه:
وعيد المهرجان الفارسي في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول
الموافق سادس عشر من شهر مهرماه وهو السابع من شهور الفرس، وبينه وبين النيروز
مائة وستون يوماً.
إذن فالسادس عشر من تشرين أول لا علاقة له بالمهرجان إنما هو عيد
المظلة الذي تُعيِّد فيه اليهود. وهو أيضاً أول السنة العبرية الجديدة. وهو
عيد يهودي بامتياز وليس فارسياً كما يزعم مصنف الكتاب.
الخميس الكبير:
يقول: وهو من الأعياد النيروزيات، وهو يوم الخميس النصف من شهر نيسان.
يقول في رواية محمد بن جندب عن أبي شعيب محمد بن نصير. قال: يا محمد
بن جندب ، إني لمفترض عليك فرضاً ..... إلى أن يقول: هو يوم عظيم الله قدره بنور
(النسيم)[4]
الكبير الذي بينته الأكاسرة والفرس وتطلبه الخزر والترك وتدين به النوبة والقبط
وتشهد باسمه الديلم والأرمن وهو ادوناي الأكبر.
كيف ذلك وقد قال ان بعض هذه الأجناس من شرح السبعين.
(ادوناي) هو اسم الله المذكور في التوراة العبرية والعهد القديم وهو
(يهوه) الا أنه يحرم على اليهود ذكر لفظ هذه الكلمة فيتم استبدالها ب (ادوناي) او
هاشم بالعبرانية الحديثة أو ادونوي هاشم بالاشكنزية. مما سؤكد ان من صنف هذا
الكتاب يهودي ولا يحق له ذكر يهوه فقال: (ادوناي الأكبر).
ثم يسرد أقوالاً لا طائل خلفها
، وكأن كل أمر عظيم حدث في هذا اليوم ولا يشير إلى أمرٍ واقعي له صلةٌ بهذا
الخميس. ولكنه يذكر نار موسى.
وحقيقة هذا العيد أنه عيد الخميس الأكبر اليهودي، ويسمونه عيد الفطير
أو عيد الفصح، ويكون في الخامس عشر من شهر نيسان، وهو سبعة أيام لأن هذه الأيام
هي التي خلّص الله فيها بني اسرائيل من يد فرعون وأغرقه. هناك نسخ لا يوجد فيها
عيد الخميس الأكبر.
ال الخلاصة
ليس لهذا العيد مناسبة سوى أنه عيد الفصح (الفطير) اليهودي
1- إن التخبط
في التواريخ وخلط المناسبات وتزويرها تدل على أن واضع هذا الكتاب تعمد بعض الأخطاء
ليوحي بغباء أبي سعيد ولتشويه صحيفة هذا الشعب وبث الفتنة. مما يؤكد أن هذا
الكتاب ليس لأبي سعيد، وخصوصاً أن ما ورد فيه لم يرد في أي كتابٍ معترفٍ به
قبله ولا بعده بخمسة قرون. والكاتب لم يستطع أن يخفي أن حقيقته هو الخميس الكبر
اليهودي/ فقال : وهو أدوناي الأكبر. وأدوناي كلمة عبرية تعني (يهوه)
2- لم يرد
اسم هذا الكتاب في جدول تقويم الأسماء لجلال الدين بن معمار الصوفي.
3- فيه
تناقضات كثيرة .
4-
من اراد أن يحكم على نص ما عليه أن يقرأه
بقلب مفتوح وعقل مفتوح لا أن يقرأه قراءة تعبدية. عندئذٍ لا يمكنه رؤية الحقيقة.
أخيراً أقول:
إن من يعترف أن هذا الكتاب لأبي سعيد:
-
يخرج ابا سعيد وجعفر الصادق وعلي بن أبي
طالب من انسانيتهم.
-
يخرج أبا سعيد من الإسلام.
-
يخرج أبا سعيد وجعفر الصادق من العلم
والمعرفة.
-
يخرج أبا سعيد من خصيبيته
-
إنه سُبَّةٌ ما بعدها سبة لأبي سعيد.
-
انه غزو يهودي .
-
قد يحتج علي محتج فيقول: إن فيه ما يطابق
عقيدتنا. ولهذا جوابان: الأول أنكم بنيتم عقيدتكم عليه. والثاني: ان هذا لا يجعله
صحيحاً, فلو كتب أحدهم في كتابه عشرات الآيات القرآنية هل يجعل كتابه منزهاً. فهذا
دس السم بالدسم.
وأقول:
هذه حقيقة أقولها ولا أخشى في الحق لومةَ لائم. وأرى ان من وضع هذا الكتاب
ومن روَّجه واتبعه ينطبق عليهم ما رواه محمد بن سنان عن اسحاق بن عمار عن ابي عبد
الله علينا سلامه قال : سمعته يقول: ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون
النبيين بغير الحق. تالله ما قتلوهم بأسيافهم ولا ضربوهم بأيديهم، ولكنهم سمعوا
أحاديثهم واذاعوها فعلاً واعتداءً ومعصيةً. لقد وضع هذا الكتاب أعداء ابي سعيد
ليسفهوه ويقضوا عليه بما فيه من تعبير عن الجهل والتهود, و روَّجه ودعمه للأسف بعض
من يدعي أنهم من أتباع أبي سعيد فقضوا على ابي سعيد وأتباعه وأخرجوهم من الخصيبية
والعلوية والاسلام ووضعوهم على حد السيف. أليس هذا أبشع القتل، وأخطره.
ويصح فيكم أيضاً الخبر المروي عن الباقر
علينا سلامه يقول: ان العبد لَيُحشرُ يوم القيامة ولم يدر ما هو فيدفع اليه شبهاً
بالمحجمة وفوق ذلك فيقال هذا سهمك من دم فلان فاشربه فيقول يا رب انك تعلم انك
قبضتني ولم أسفك دماً فيقول له: سمعت من فلان رواية فأذعتها عليه حتى صارت لفلان
الجبار فقتله عليها فهذا سهمك من دمه. وأنتم أيها السادة الذين كرستم هذا الكتاب، الذي يتهم ابا سعيد
وانتم معه بالتهود والغباء، وعممتم ذلك على الشعب الذي حملتموه هذه الأوزار
النتائج
بهذه الدراسة المختصرة نصل إلى النتائج
التالية:
1- الكتب
الثلاثة ليست لأبي سعيد، وليست لمسلم.
2- ليس لها
مؤلف واحد.
3- لها أهداف
موحدة ، منها:
-
تشويه سمعة أبي سعيد وأتباعه.
-
تشويه صورة الاسلام والمسلمين.
-
بث الفتنة بين المذاهب الاسلامية.
-
بث الفتنة بين الاسلام وبقية الأجناس.
4- ابو سعيد
ليس يهوديا كما يوحي الكتاب.
ما نرجوه من هذا
التصويب:
1- نرجو من
كافة الجهات التي تقتني هذه الكتب ان تغير نسبة هذه الكتب لأبي سعيد.
2- بالنسبة
لمن يجري ابحاثاً أن لا يعتبر هذه الكتب اساساً لأبحاثه.
3- أن يصدر
من خدع بهذا الكتاب منشوراً يستنكرون هذه الكتب.
ورد الخضر
[1] القول هنا حسب سياق الكلام
للباقر
[2] غير واضح هل انتقل الكلام
لسماك أم بقي البافر يحدث باسم سماك.
[3] فال فبل صعودهما أنهما نزلا
عنهما.
[4] لم أتأكد من لفظ الكلمة
تعليقات
إرسال تعليق